مرت بحلول هذا العام 52 سنة على حدوث الكارثة التي أدت إلى
خسائر كبيرة في الأرواح، وعدد لا يستهان به من المعطوبين، فضلا عن المخاطر
البيئية التي تحاصر المنطقة منذ حدوث الكارثة، في ظل رفض فرنسا الاعتراف
بالجريمة وتعويض ضحاياها.
جون لوكا سانس، العسكري الفرنسي المعطوب ورئيس الجمعية الفرنسية
للدفاع عن حقوق كل المصابين بداء السرطان، على إثر التفجيرات النووية
بالصحراء الجزائرية، أكد في لقاء الشروق به أنه من خلال جمعية قدامى عساكر
التجارب النووية الفرنسية التي يترأسها، يحاول إحصاء عدد المعطوبين وضحايا الإشعاع النووي واليربوع الأزرق الذي اقترفته فرنسا في حق الشعب الجزائري، لأجل تعويض كل مدني أو عسكري كان ضحية هذه الجريمة البشعة.
يقول المتحدث كان عمري 07 سنوات أثناء وقوع الكارثة، وكانت لي
فرصة لقاء طبيب فرنسي قَدم مع الطاقم المشارك في التجارب النووية برڤان،
والذي ومع الأسف توفي مؤخرا هو كذلك متأثرا بالإشعاعات النووية، وأنا
كعسكري متقاعد معطوب أحسست بما تعيشه هذه الفئة التي لم يكن لها أي ذنب في ذلك، فأسست جمعية للدفاع عن حقوق ضحايا هذه الإشعاعات سواء كانوا من فرنسا أو الجزائر.
وأوضح جون لوكا سانس أن مجيئهم إلى هنا، الهدف منه تقديم مختلف
المساعدات، خاصة أنهم محاطون بكل من لهم علاقة من قريب أو بعيد بهذه
التفجيرات مصرحا "لدينا وثائق مؤيدة وصور تساعدنا في عملنا النضالي هذا،
لكن أي تدخل هنا بالجزائر يتطلب موافقة من السلطات الجزائرية لتمكيننا من
بعث فريق مختص لهذه المنطقة برڤان لمعرفة طرق تطهيرها، وكيفية التصرف مع
بقايا الإشعاعات، كما بإمكاننا رفقة جمعية مماثلة، تنشط داخل الجزائر من
إحصاء كل المتضررين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين من خلال دراسة وبائية حول
الإشعاع النووي وتطوراته ومتابعة صحية لهؤلاء المعطوبين، وإذا سمحت لنا السلطات الجزائرية فإن بإمكاننا إرسال خبراء في هذا المجال للبحث عن النفايات المردومة التي مازالت تفعل فعلتها بالبشر.
وعن موقفه من القانون الفرنسي الصادر سنة 2008 والذي يؤكد عدم
اعتراف فرنسا بجرائمها، قال متحدثنا إن العنصر المفقود في القضية هو الدليل
الموثق على ذلك، وإذا ما عثرنا على أي دليل من هذا النوع سنتمكن من الدفاع
عن هذه الشريحة المتضررة واسترجاع كافة حقوقها المهضومة.
كما أشار أن تواجده بين المتضررين أكبر دليل على النية الحسنة، موضحا أن عطبه هو ما يجعله على دراية وإدراك لما تعانيه هذه الفئة.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/122478.html