حباط في قلب البحر: تهديد جديد..
المصدر: "معاريف – عوفر شيلح"
" كان لـ "كارين A" اساسا معنى سياسي – والقبض عليها أدى الى القطيعة النهائية بين البيت الابيض وياسر عرفات الذي كذب على الرئيس بوش. في "فرانكوف" كانت كمية كبيرة من السلاح "البسيط" لتسليح جيش حماس. اما "فكتوريا" التي قبض عليها أمس في قلب البحر، فهي شيء آخر تماما. كمية السلاح التي كانت عليها لم تكن كبيرة، ولكن تحت قذائف الهاون وباقي الوسائل القتالية الاعتيادية وجد الامر الحقيقي: صواريخ شاطىء – بحر من طراز "C704" من انتاج صيني أو ايراني، والتي هي حقا ما يوصف في اسرائيل كسلاح محطم للتوازن. اضافة الى ذلك انكشف في القضية عمق وعرض الشبكة الايرانية – السورية – اللبنانية – الغزية التي تدير حرب التسلح ضد اسرائيل. الـ "C704" صاروخ موجه بالرادار بمدى نحو 35كم، من شأنه أن يضرب ليس فقط السفن الحربية والتجارية الاسرائيلية – بل وأيضا التنقيبات لشركة "يام تتيس"، الطوافة الاضافية التي يفترض أن تنشأ الى جانبها وتستوعب انتاج الغاز من بئري "لافيتان" و "تمار" وكذا السفن المحملة بالمواد المشتعلة التي تقترب من خط انبوب ايلات – عسقلان. ضربة واحدة كهذه من شأنها أن تحدث اشتعالا كبيرا، بكل معنى الكلمة.
تجربة الماضي
كل حملة توفر معلومات استخبارية اضافية
الانباء عن النية لتهريب مثل هذه الصواريخ الى القطاع تدور في أوساط الجيش الاسرائيلي منذ زمن بعيد، ولكن محافل رفيعة المستوى قدرت أمس، بحذر شديد جدا، بأن الارسالية التي امسك بها كانت الاولى من نوعها، وهي لا تدل على وسائل قتالية مشابهة سبق أن هربت الى القطاع.
وينبع الحذر ايضا من تجرية الماضي: كل حملة كهذه تنتج أيضا وفرة من المعلومات الى الوراء، في ظل تحليل المسار المنكشف. بعد الامساك بـ "فرانكوف" مثلا، استنتجوا في الجيش الاسرائيلي في أن في ذات المسار تم في الماضي قبل ذلك تهريب كمية أكبر بخمسة أضعاف فأكثر مما امسك به في السفينة اياها.
المحور الشمالي، عبر ميناء اللاذقية وميناء تركي (هناك يقولون في الجيش الاسرائيلي، لم يكن هناك متعاونون مع التهريب)، هو جديد نسبيا. هذا لا يعني أننا بالفعل نعرف بيقين ما الذي مر هناك قبل أن تنطلق "فكتوريا" على الدرب.
الدور السوري
من أصدر التعليمات بالتحميل؟
الاخطار بوجود شحنة "فكتوريا" كان قصيرا. ويمكن الاستنتاج من ذلك ومن غيره من المعطيات انه لم تكن هناك متابعة للصواريخ من لحظة خروجها من ايران.
أمس لم يعرف مصدر رفيع المستوى يقول اذا كانت هذه بالفعل على احدى السفن الحربية التي مرت في قناة السويس. هذا معطى هام في المعركة الاستخبارية الهائلة، التي تقف خلف عملية رجال سلاح البحرية. في جانبها، يوجد أيضا الجهد اللوجستي الكبير الذي أدى في نهاية المطاف برجال الوحدة البحرية الى "فكتوريا". السيطرة على السفينة كانت الحلقة الابسط نسبيا في السلسلة.
نقطتان هامتان تتعلقان بالمحطات في مسار الصواريخ. فقد حملت في اللاذقية مما يدل على عمق دور الحكم السوري في تهريب السلاح لغزة.
في الجيش الاسرائيلي قالوا أمس دون شك ان شحنة من هذا النوع لا يمكن أن ترفع الى السفينة دون اقرار من القيادات الاعلى. وتستهدف الارسالية عنوانا معينا في مصر: عبر سيناء الى الانفاق في رفح. ولكن في اسرائيل لا يعرفون بعد اذا كان التعاون المشار اليه، الذي ميز سنوات مبارك، سيستمر الان بذات التصميم.
حرب مستمرة
الجانب الاخر سيغير التكتيك
حملة من هذا النوع تحدث الكثير من الامواج. فهي تكشف مصادر استخبارات وطرق عمل، لنا ولهم. وهي تدفع الطرف الاخر الى تغيير التكتيك – مجرد العبور في المحور الشمالي يدل على نجاح الاستخبارات وسلاح البحرية في المسار الجنوبي، عبر اليمن والسودان ومن هناك الى مصر. قائد سلاح البحرية ايلي "تشيني" مروم وصف هذا الوضع غير مرة بالحرب المستمرة.
في هذه الحرب سجلت أذرع الاستخبارات أمس انجازا هاما مما يدل على قدرة الجيش الاسرائيلي ولكن ايضا يدل على مدى تصميم العدو في الطرف الاخر".
ـــــــــــــــــــــــ